سؤال:
توجد بعض التقارير الإخبارية المصورة، تتضمن صور مذيعات متبرجات، وغيرهن .. هل
يجوز متابعتها ومراقبتها، حيث أن البعض يتحرّج من النظر إليها، أو نقلها لغيره؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين. الأصل أنه لا يجوز النظر إلى صور النساء المتبرجات .. لكن
في المسألة المشار إليها أعلاه، لا ينبغي النظر إليها مجردة عما يترتب عن القول
بالجواز أو عدمه من مصالح ومفاسد، أو من دون النظر إلى المآلات؛ حيث هناك تقارير
إخبارية هامة جداً، تمس أمن الإسلام والمسلمين، وأمن جهادهم وثوراتهم .. فإن أعرض
المسلمون عنها، تحت عنوان "حرمة النظر إلى صور النساء المتبرجات"، تحقق
لهم من الجهل ما لا يسعهم الجهل به، ونال العدو منهم، وسهل لدغهم، وتحقق لهم
ولدينهم، وأمتهم من الضرر أضعاف مضاعفة من مجرد النظر إلى تلك الصور.
ولما
أرسل حاطب بن أبي بلتعة كتاباً مع امرأة، يخبر فيه مشركي مكة ببعض أمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وعن نيته في فتح مكة .. بعث النبيّ صلى الله عليه وسلم علياً،
والزبيرَ، والمقداد، فقال:" انطلِقُوا حتَّى تأتُوا روضةَ خاَخٍ، فإنَّ بها
ظَعِينةً معها كتابٌ، فخُذُوهُ منْها ". فذهبْنَا تَعَادَى بنَا خيلُنَا حتى
أتيْنَا الروضةَ، فإذا نحنُ بالظَّعِينةِ، فقُلنَا: أخْرِجِي الكتابَ، فقالتْ: مَا
معِي منْ كتابٍ، فقُلنَا: لتُخْرِجِنَّ الكتابَ أو لَنُلْقِيَنَّ الثيابَ ــ وفي
رواية: فقلنا: ما كذبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، لتُخرجِنَّ الكتابَ
أو لنجرِّدنَّكِ ــ فلما رأتِ الجدَّ أهوتْ إلى حجزتِها، وهي محتجزةٌ بكساءٍ،
فأخرجتُه ..."البخاري. الحديث بتمامه فيه فوائد جمّة، لكن الذي يعنينا من تلك
الفوائد في مسألتنا هذه قول الصحابة لتلك المرأة:" لتُخْرِجِنَّ الكتابَ أو
لَنُلْقِيَنَّ الثيابَ .. لتُخرجِنَّ الكتابَ أو لنجرِّدنَّكِ "، وهو عمل
أكبر بكثير من مجرد النظر إلى صورة امرأة متبرجة، لكن لما كانت المصلحة من ورائه
عظيمة، تمس أمن وسلامة الإسلام والمسلمين، وأمن جيش النبي صلى الله عليه وسلم، هان
الفعل، وجاز، من قبيل دفع الضرر الأكبر بالضرر الأصغر.
وعليه
أقول: إن سلمت النيّة ــ من قبيل العمل بدفع أكبر الضررين والشريّن، والمفسدتين ــ
لا حرج من مراقبة ومتابعة تلك التقارير الإخبارية، كما لا بد للمسلمين من أن تكون
لهم لجانهم الإعلامية الموثوقة التي تراقب جميع ما يصدر عن العدو، وغيره، من
تقارير إخبارية هامة، تمس الأمن القومي للمسلمين ولدولهم ومجتمعاتهم، وتقدم خلاصة
تلك التقارير للقادة من العلماء والأمراء .. قال تعالى:[ وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ
الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ]الأنعام:55. وهذا العمل مما
يساعد على بيان سبيل المجرمين، والله تعالى أعلم.
5/17/2017