عادة عند الإصلاح بين طرفين متنازعين، أن
تأخذ وتعطي؛ فتأخذ من كل طرف ما للطرف الآخر، وتعطي كل طرف ما له من الطرف الآخر
.. لكن عمّا يبدو طرفي الفيلق، والجيش في الغوطة .. كل منهما يريد أن يأخذ، ولا
يُعطي، ولو أخذت من أحدهما ما للآخر من حق، لقال لك: ما أنصفتنا يا شيخ .. المشكلة
لا تزال قائمة!
ثم أنني وجدت القرى، والممرات، والمقرات،
والمنازل بين الطرفين متداخلة تداخلاً يصعب الفصل بينهما، ولو جاء خبراء سايكس
بيكو ليرسموا الحدود الفاصلة بين الطرفين لما أفلحوا
..!
فإن قيل: فما الحل ...؟
أقول: لا حلّ سوى أن يتقوا الله في
أنفسهم، وثورتهم، وشعبهم، ويعمل كل طرف منهما على رفع الثقة بالطرف الآخر، ويحسن
به الظن، ويتذكر ما له من حقوق الأخوة عليه، ويعملوا على التقارب والتمهيد للاتحاد
والاندماج الكلي، وتهدأ الأصوات المهيّجة للطرفين .. ويدركوا أن حدود جهادهم
وثورتهم أوسع وأكبر من شوارع الغوطة، ودمشق ذاتها .. فثورتهم تشمل جميع التراب
السوري غير منقوص شبراً واحداً .. وتصدق عزائمهم في مسعاهم هذا، ويسألون الله
تعالى بصدق جلاء أحقادهم وهمومهم، وحظوظ أنفسهم، وأن يحب كل طرف منهما للطرف
الآخر، ما يحب لنفسه، وفي الحديث:" لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما
يُحِبُّ لنَفْسِه "البخاري.
هذا هو الحل لما بينهما من مشاكل، ولا أرى حلاً لهما غيره، فإن لم يرتفعوا إلى مستواه، سيخسروا كل شيئ، حتى تلك الأشبار والأمتار التي يختلفون عليها اليوم سيخسرونها .. ولا يلوموا حينئذ إلا أنفسهم!
هذا هو الحل لما بينهما من مشاكل، ولا أرى حلاً لهما غيره، فإن لم يرتفعوا إلى مستواه، سيخسروا كل شيئ، حتى تلك الأشبار والأمتار التي يختلفون عليها اليوم سيخسرونها .. ولا يلوموا حينئذ إلا أنفسهم!
2/5/2017