GuidePedia

0


          س1121: أنا أدرس شريعة في إحدى الجامعات .. وفي إحدى المحاضرات تكلم الدكتور المحاضر عن موانع التكفير .. فذكر منها:" أن يكون القلب محباً للدنيا "؛ أي أن حب الدنيا مانع من موانع تكفير المعين .. وقد استدل على قوله هذا بقصة حاطب رضي الله عنه عندما كاتب كفار قريش .. فهل كلامه صحيح .. افتنا، وجزاكم الله خيرا؟

          الجواب: الحمد لله رب العالمين. إقحام دكتوركم ومحاضركم لحب الدنيا كمانع من موانع التكفير إقحام خاطئ وباطل .. لم يقل به عالم معتبر .. وهو بخلاف النص الذي دل على أن من الكفار من كان كفرهم بسبب حب الدنيا وانشغالهم بها عن الآخرة .. وما عدَّ ذلك عذرا لهم، كما في قوله تعالى:) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (؛ فعلل كفرهم بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة.
          وفي الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إذا تبايعتم بالعِينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلَّط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ". فلو كان الركون إلى الدنيا وحبها والانشغال بها عن الآخرة، وعن الجهاد .. عذراً يقيل العثرات  .. ويمنع من لحوق الكفر بالمعين، لمنع من لحوق وعيد الذل بهم في الدنيا .. والعذاب الأليم في الآخرة؛ لأن كل مانع من موانع التكفير هو مانع من موانع لحوق الوعيد والحرج والمؤاخذة بالمخالف .. فإن عُلم ذلك عُلم أن هذا المانع المخترع ـ حب الدنيا! ـ هو من وحي الشيطان لدكتوركم ومحاضركم .. أراد منه أن يمنع من تكفير طواغيت الحكم والكفر والإجرام .. لا أصل ولا وجود له في دين الله تعالى .. وقصة حاطب التي استدل بها في واد .. وما أراد الاستدلال عليه في وادٍ آخر، والله تعالى أعلم.

إرسال تعليق

 
Top