GuidePedia

0


س1155:  هل يجوز للأسير المسلم الذي قضي عليه بالسجن أن يشتكي سوء معاملة الشرطة في السجن  إلى بعض أجهزة الدولة التي سجنته وذلك للتخفيف عن التعذيب الواقع عليه أو للحصول على بعض الحقوق الأساسية .. فهل يجوز لهم أن يكتبوا الشكاوى إلى المحاكم العليا لديهم .. وهل يجوز لهم أن يتوجهوا بطلب العفو عنهم لكي يخلصوا من أيديهم؟

هناك كثير من المسلمين وقعوا في أيدي الروس أسرى وحكم عليهم بالسجن بعضهم مؤبد وبعضهم لعشرات السنين ويقع عليهم التعذيب، فهل يجوز لهم أن يستخدموا الوسائل المتاحة لهم من داخل الدولة للتخلص من سجنهم؟
أرجو أن تفصلوا في الجواب بذكر الأدلة والقواعد المتعلقة بهذا الموضوع .. وجزاكم الله خيراً؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. إن كان يُرجى من فعل ذلك دفع الظلم عن الأسير المسلم أو التقليل منه .. أو تحريره من الأسر .. لا حرج فيه إن شاء الله؛ وذلك أن الأسير ـ وبخاصة إن كان يتعرض إلى التعذيب والإهانات كما هو وراد في السؤال ـ في حكم المكره الذي يجوز له ما لا يجوز لغيره، كما قال تعالى:) إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ (النحل:106.
وقد صح عن الصحابي الجليل عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه أنه رضي أن يقبل رأس طاغية الروم مقابل أن يخلي عنه وعن إخوانه من أسرى المسلمين. فقال عبد الله: فقلت في نفسي عدوٌ من أعداء الله أقبِّل رأسه يُخلي عني وعن أسارى المسلمين، لا أبالي! فدنا منه فقبَّل رأسه، فدفع إليه الأسارى. فقدم بهم على عمر رضي الله عنه فأُخبر عمر بخبره، فقال عمر: حقٌّ على كل مسلم أن يُقبل رأس عبد الله بن حذافة وأنا أبدأ، فقام عمر وقبل رأسه. وهذا إجماع من الصحابة على تصويب فعل وموقف عبد الله بن حذافة رضي الله عنه.
          ولا شك أن تقبيل رأس الطاغية مقابل أن يفك أسرهم أشد من كل ما ورد ذكره في السؤال .. والله تعالى أعلم.

إرسال تعليق

 
Top