GuidePedia

0


س486: لا يخفى عليكم - حفظكم الله - ما يلاقيه أيضاً المسلم في البلاد العربية من ظلم , وجور , وسجن , وربط للألسنة حتى أصبحنا لا ندعو إلا بأمر , ولا نقنت إلا بأمر، فنحن في سجن كبير شيخنا الفاضل ما هو دور العلماء , وأصحاب الهمم العالية , ومن لا تأخذه لومة لائم في ربه في هذه الظروف , وما هو واجبنا , وما ينبغي علينا فعله هل نطيع أم نعصي ؟

جـ: الحمد لله رب العالمين. للعلماء دور عظيم في قيادة الأمة والشعوب .. وبيان طريق الحق من الباطل .. لا يجوز لهم أن يرضوا لأنفسهم بأقل من ذلك؛ فهم ورثة الأنبياء في العلم، والنصح، والجهر بالحق وعدم كتمانه، والجهاد، والتضحية، والبلاء، والشجاعة، والإخلاص، والأسوة الحسنة للناس .. وقيادة الناس .. وبقدر ما يقل أو يضعف إرثهم هذا أو يقتصر على جانب دون جوانب من الإرث الضخم الذي تركه لنا الأنبياء .. يضعف دورهم .. ويقل نفعهم.
وعلى عامة المسلمين أن يقفوا بقوة إلى جانب العلماء العاملين .. يأتمروا بأمرهم .. وينتهوا عما ينهون عنه .. وذلك كله في المعروف والعدل الذي أمر الله به .. إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه وتعالى.
ليس من إنصافنا لعلمائنا .. أن يقوم العالم بما يجب عليه من البيان والصدع بالحق .. وما يقتضيه عليه إرث الأنبياء من مواقف وأعمال .. ثم عند الشدة يجد نفسه في الساحة منفرداً يُرمى من كل حدب وصوب بسهام الطواغيت الظالمين وجنودهم .. وملايين المسلمين يتفرجون عليه غير مبالين ولا مكترثين لما يحصل له .. وأحسنهم حالاً الذي يذكره وهو  يسمر بالحديث عنه .. كيف تُنتف لحيته .. وكيف يُعرى .. ويتعرض للضرب الشديد على أيدي زبانية الطواغيت في السجون .. أهكذا تكون نصرة العلماء ؟!
النصرة يجب أن تكون متبادلة ومن الطرفين .. فكما يُلام العلماء الذين يتخلون عن الأمة .. ولا يقفون بجوار الأمة وقضاياها المصيرية بجد وإخلاص .. كذلك تلام الأمة .. أمة المليار ونصف المليار .. عندما تتخلى عن العلماء العاملين المجاهدين.
الكثير من النقاد تراهم يهتمون بنقد العلماء وتقصيرهم لما يجب عليهم نحو الأمة .. بينما يتجاهلون تقصير الأمة وعامة المسلمين ـ إلا من رحم الله ـ  فيما يجب عليهم نحو علمائهم من نصرة وتأييد .. ولا حول ولا قوة إلا بالله!

إرسال تعليق

 
Top