GuidePedia

0

س422: ما هي حدود وضوابط التأويل المعتبر شرعاً، وكيف نميز بين تأويل العالم المعتبر مما سواه .. وجزاكم الله خيراً ؟


الجواب: الحمد لله رب العالمين. هذا سؤال قد أجبنا عليه أكثر من مرة، وفي أكثر من موضع، ونضيف هنا ما يلي:


فنقول: للتأويل المعتبر في الشرع ضوابط، منها: أن يكون مستساغاً وممكناً شرعاً، وعقلاً، ولغة؛ أي أن التأويل الذي يذهب إليه المتأول تحتمله نصوص الشريعة وقواعدها، وهو غير مستهجنٍ عقلاً ولا لغةً.


والتأويل المعتبر في الشرع ـ الذي يقيل العثرات عند حصول الكبوات ـ تتسع ساحته وتضيق بحسب تعلقه بأمورٍ عدة، منها: الشخص ذاته؛ هل هو من أهل العلم والاجتهاد .. أم أنه من أهل البدع والأهواء، يُعرف عنه تتبع الشبهات، والزلات ..!  


          وهل له سابقة جهاد وبلاء في سبيل الله .. أم لا ..؟!

          وهل يعيش في ظروف وأجواء وزمان يسود فيها الجهل .. قد تحتم عليه مثل هذا التأويل أو الفهم الخاطئ .. أم لا ..؟

ومنها: النص أو النصوص ذاتها؛ هل تحتمل هذا الفهم أو التأويل الذي ذهب إليه المتأول .. وهل له فيها سلف معتبر أم لا ..؟!


          ومنها: المسألة ذاتها والنظر فيها؛ هل هي من المتشابهات أم من المحكمات .. وهل يُستساغ

فيها التأويل أم لا .. وهل يمكن أن تُحمل على أكثر من وجه وفهم أم لا ..؟!


          فهذه أمور لا بد من اعتبارها والنظر فيها عند الحديث عن التأويل المعتبر من سواه، وعن المعذور بالتأويل ممن لا يُعذر ..!


          لذا أرجو المعذرة من الأخ صاحب السؤال وغيره من الإخوان عندما يسألونني عن مواقف معينة، وأشخاص معينين ـ الحكم فيها أقرب ما يكون إلى الموقف القضائي أكثر مما هو بيان حكم شرعي وحسب ـ فأعتذر لهم عن الإجابة .. وذلك لعدم إلمامي وإدراكي بجميع أبعاد وأطراف القضية الذي يمكنني من الخوض أو البت في الموضوع .. ولا أظن توجيه سؤال مقتضب عبر الأثير يكفي أو يمكنني من ذلك .. وبخاصة عندما يكون هذا المعين مجهولاً بالنسبة لي!


          فقد صح في الحديث أن القضاة ثلاثة، منهم:" رجل قضى عن جهل، فهو في النار "؛ والجهل المراد هنا يشمل الجهل بالقضية التي يُراد الحكم فيها .. والجهل بالنصوص الشرعية التي تُحمل عليها .. أو بأحدهما دون الآخر .. فكلها صاحبها في النار .. نسأل الله تعالى العفو والعافية.

إرسال تعليق

 
Top