GuidePedia

0


س776: أبعث لك هذه الرسالة الأولى، والتي آمل أن تجد صدى عندكم ـ وإني على ثقة بذلك ـ وهي تحمل بين سطورها سؤال قد أشكل علي وهو يتعلق بموضوع العذر بالجهل.
 إني أصدقك القول بأني قد قرأت كتابك النفيس والذي عنوانه " العذر بالجهل وقيام الحجة "، وكذلك كتاب" كبوة فارس" قد اطلعت عليه وقرأته وهاأنذا أكتب لك سؤالي وهو:
رجل ذبح لغير الله، هل يعذر بجهله؟

هذا سؤال طرح على الشيخ بن باز رحمه الله وأجاب بأنه لا عذر له، وكذلك ابن جبرين وبن فوزان وغيرهم ..  لكن لماذا لا يعذر هذا الذي ذبح لغير الله بالجهل؟
وهل هناك من فرق من أهل العلم بين جهل يعذر وجهل لا يعذر على اعتبار مدى استفاضة العلم وسهولة طلبه والوقوف عليه لمن أراده .. أم على اعتبار التفريق بين مسائل ومسائل؟؟ 
وهناك من فرق العذر بمسائل يعذر فيها كالأسماء والصفات ـ وقصة الرجل الذي ذرى نفسه إنما كان جهل في الأسماء والصفات ـ ومسائل لا يعذر فيها وهي نواقض لا إله إلا الله، إذ كيف بشخص يقول لا إله إلا الله ويعمل بعكسها أو لا يعرفها؟؟
فالذين عذروا بالجهل على أي دليل استندوا، والذين لم يعذروا كذلك، على أي دليل استندوا؟؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. اعلم أن الضابط الذي يحدد المعذور بالجهل ممن لا يُعذر هو " العجز "؛ فمن كان جهله ناتجاً عن عجزٍ لا يمكن له دفعه ـ مع حرصه على دفعه ـ فهو معذور يُعذر بالجهل أياً كانت نوع المخالفة التي وقع فيها، بما في ذلك مسألة الذبح لغير الله، لقوله تعالى:} لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا {، ولقوله تعالى:} لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا {، ولقوله تعالى:} فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {.
أما من كان قادراً على دفع جهله فيما قد خالف فيه وجَهِلَه .. ثم لا يعمل على تحصيل العلم الذي يعينه على دفع جَهله .. فإنه لا يُعذر بالجهل أياً كانت نوع المخالفة التي وقع فيها، لأنه قادر؛ فهو إذ وقع في المخالفة وقع فيها وهو قادر على أن لا يقع فيها .. وبالتالي فهو لا يُعذر. 
أحياناً تجد كلاماً لأهل العلم فيمن يُخالف في مسألة عن جهل .. فبعضهم تراه يعذره، وبعضهم الآخر تراه لا يعذره، بحسب ما يرجح عند كل فريق من هؤلاء العلماء من احتمال حصول العجز من عدمه في دفع ما قد خالف فيه ذلك الجاهل، وليس لأن هذه المسألة يُعذر فيها بالجهل أو لا يُعذر، أو هناك مسائل يُعذر فيها بالجهل ومسائل لا يُعذر فيها .. بغض النظر عن ضابط حصول العجز من عدمه .. كما يظن البعض!

إرسال تعليق

 
Top