GuidePedia

0


س734: ذكرت أنه لا يجوز تفجير بناية مثلاً  بها كفار محاربون ومسلمون .. وأستميحك عذراً في أن أستشف من ذلك عدم تأييدك لما وقع في الرياض ومركز التجارة ولا شك أنك تقصد بذلك حرمة دم المسلم ولكن ألا ترىأن ذلك يؤدي إلى تعطيل الجهاد ذلك لأنه لم يعد الأمر متيسراً لفصل المسلمين عن الكفار في ديار المسلمين .. وكذلك السلمين في بلاد الكافرين .. فمن غير المعقول أن يرسل المجاهد إنذاراً  .. ولكن ألا يكفي أن تعلن الجماعة المجاهدة استهدافها لفئة كافرة محاربة فيجب على المسلمين عندئذ تجنب مواضعهم .. وجزاك الله خيراً ؟؟ 

الجواب: الحمد لله رب العالمين. ليس من العلم والتقوى والفقه ولا السياسة الشرعية أن نقول للناس أيما عمارة فيها كافر أو بعض الكفار نسفها بمن فيها من معصومي الدم حلال زلال .. ولو قلنا بذلك فهذا قد يُعطي مسوغاً لبعض الجهلة وربما الغلاة أن يقوموا بقتل المسلمين وتهديم منازلهم عليهم ـ كما حصل في الجزائر وغيرها ـ بحجة أن فيها كافر .. أو صعلوك مرتد .. ثم يقولون بعد ذلك قد أفتانا فلان ..؟!
أتريدون مني أن أفعل ذلك ..؟!!
أفاتكم أن المرء لا يزال دينه بخير ما لم يصب دماً حراماً ..؟!
أعظم مقصد بعد مقصد الدين مقصد الحفاظ على الأنفس التي حرم الله إزهاقها بغير حق .. وأعظم كبيرة بعد كبيرة الكفر والشرك كبيرة قتل النفس التي حرم الله .. أين تذهبون بمئات النصوص الشرعية التي تبين ذلك وتدل عليه؟!!
من مقاصد الجهاد الحفاظ على الأنفس من الهلاك، لذلك شرع النبي لأمته الجهاد والدفاع عن النفس، فقال:" من قاتل دون نفسه .. دون مظلمته فهو شهيد ".
يجب التفريق بين فقه قتال الجبهات وبين فقه قتال الشوارع .. وبين فقه القتال في بلاد الكفر والكافرين وبين فقه القتال في بلاد المسلمين .. وبين الفقه الذي يُقال في جهاد الطلب والفقه الذي يُقال في جهاد الدفع .. وبين فقه التترس المعتبر وبين فقه التترس الموهوم الذي لا يترتب عليه ضرر أكبر .. أصل الإشكال الذي يحصل عند كثير من الإخوان أنهم يخلطون بين هذه الجبهات ويجعلون أحكامها كلها واحدة، ويحملون ما يُمكن أن يُقال في جبهات القتال في أرض العدو على ما يُمكن أن يُقال في قتال الشوارع في بلاد المسلمين ..!!
لو غزا المسلمون بلداً من بلاد الكافرين .. أو قراهم أو حصونهم .. يقيناً لا أحد يُطالبهم بضرورة ووجوب تمييز من يجوز قتله ممن لا يجوز قتله ممن يقيم بين أظهر المشركين .. حتى لو كانوا من المسلمين .. ولكن هل يمكن أن يُحمل هذا الفقه أو الحكم على من يعيش في بلدٍ أو مجتمع مسلم .. ثم يُقال له لأجل كافر أو بعض الكفرة أنسف هذه العمارات أو المباني .. ووجه مدافع دباباتك عليها .. والمسلمون فيها يُبعثون على نياتهم .. هل يوجد فقيه يقول بذلك أو يجوز أن يقول بذلك؟!!
حالة العجز التي تصيب المجاهدين في مرحلة من المراحل لا تبرر لهم ولا لغيرهم أن يسلكوا طرقاً غير مشروعة أو يتعمدوا الوقوع في المحظور من أجل مضي الجهاد .. لا أحد يُطالبهم بهذا .. وإنما الواجب حينئذٍ أن يُعد الإعداد الشرعي الذي يرفع حالة العجز هذه ليمضي الجهاد وفق قنواته المشروعة والمباحة .. العجز يُسقط التكليف لكن لا يبرر الوقوع في المحظور .. ثم يُقال فعلنا ذلك لأننا لا نستطيع!!

إرسال تعليق

 
Top