GuidePedia

0


س95: إنني امرأة متزوجة، ولي سبعة أولاد وأتيت إلى الجهاد الأفغاني منذ " 15 " سنة، وأنا وزوجي من مصر، ونحن نعرف أخوة كثير من الذين يعيشون في أفغانستان وخصوصاً زوجي حيث له علاقة بالأخوة في الداخل .. وأنا أعيش في بيشاور مع زوجته الباكستانية.
          والآن قرر زوجي أن نسافر إلى مصر، ويقول إن المستقبل في بلادنا لنا ولأولادنا .. كيف نعيش ونموت مع الأعاجم !!
          ومن المعلومات أن الذي ينزل مصر يتعرض لتحقيقات وأسئلة كثيرة، وتعذيب من أجل الإدلاء بمعلومات عن الأخوة .. وفي النهاية إما أنه يسجن أو يصبح عميلاً .. وعندما أذكر له هذه الأشياء يقول لي أن أخوه يعمل بالبوليس ولن يتعرض لتحقيقات، واسمه غير موجود على الكمبيوتر ..!

          ونحن الحمد لله في سعة من العيش، وآمنين هنا على ديننا، ولا يوجد عندنا أي مشكلة .. ولقد نصحتني إحدى الأخوات بأن لا أطيعه؛ لأن هذه ردة عن الإسلام .. لأنه بنفسه نزل إلى الطاغوت، ولم يكره على ذلك ..!
          والآن لدي بعض الأسئلة، وأرجو أن تفتوني بالأدلة الشرعية:
          ما حكم زوجي إذا سافر .. وما حكمي إذا أطعته في السفر معه .. وإذا هددني وقال لي سأتركك هنا وحدك، ولا يوجد لكِ أهل هنا .. فهل يجوز لي السفر أم أخلع نفسي .. علماً أن المخابرات المصرية لا يفرقون في التعامل بين الرجال والنساء ...؟؟!
          الجواب: الحمد لله رب العالمين . اعلمي أن أعظم حق على المرأة بعد حق الله عليها هو حق الزوج .. ولكن هذا الحق لا يصل بالمرأة حداً أن تطيع زوجها في معصية الله تعالى لو أمرها بذلك .. فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق أياً كان هذا المخلوق .. والطاعة تكون في المعروف والحق، وهذا يشمل الزوج وغيره .. ومن الطاعة بالمعروف أن لا تقدم طاعة أحد على طاعة الله تعالى، وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
          وعليه فأقول: لا يجوز لزوجك أن يسافر إلى مصر بإرادته إن كان يعلم مسبقاً أنه سيتعرض لمواقف تضطره إلى أن يظهر الكفر أو أن يدخل في نصرة الظالمين على إخوانه المسلمين الموحدين .. ولو فعل وسافر بإرادته ثم حصل له شيء مما تقدم ذكره يكون آثماً ولا يُعذر بالإكراه؛ لأنه هو الذي استشرف مواطن البلاء والفتن .. وبالتالي فلا يلومن إلا نفسه .. وهذا الإثم قد يصل به إلى الردة والخروج من الدين إن أدى به إلى أن يظهر الكفر أو أن يدخل في موالاة القوم .. ولا أظن الظالمين هناك يقبلون منه بأقل من ذلك.
          أما بالنسبة لكِ: لا أرى لك طاعته في السفر إلى مصر .. لا قبله، ولا معه، ولا بعده وإن أدى ذلك إلى أن تخلعي نفسك منه .. إذا كنت تعلمين أنك ستفتنين في دينك أو ستتعرضين لمواقف تؤذيك في دينك ونفسك .. وهذا هو عهدي بطواغيت مصر الظالمين إذ يندر أن يسلم من شرهم وأذاهم أحد .. وبخاصة من كان له جهود مسبقة في نصرة هذا الدين !
          هذا ما أراه، وهذا ما أفتي به .. وإن كانت هذه الفتوى خاصة بكِ إلا أنني أفتي بها كل من سأل سؤالك .. وكانت ظروفه كظروفك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

إرسال تعليق

 
Top